--------------------------------------------------------------------------------
الخلاف أمر طبيعى فى حياة البشر ,و قد جعل الله سبحانه و تعالى الخلافات الطبيعية فى الألسن و الألوان و ما إليها دليلا و شاهدا على وجوده ...فقال سبحانه و من آياته خلق السماوات و الأرض و أختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين .
أما الأختلاف فى الرأى و الفكر فهى أختلافات يمكن للناس أن يعالجوها ..أجزاء منها بالحوار و الجدل بالتى هى أحسن لتقليل مساحتها أو لوضعها فى إطارها الطبيعى و تحديد مستواها,فإذا بقيت و أستمرت فينبغى أن تحاط بما عرف بــ أدب الأختلاف ,بحيث لا ينكر أحد من المختلفين مزايا الأخر و لا أهمية تفكيره و لا ما هو صحيح من آرائه و أفكاره ..فالأصل عدم تشخيص الأفكار بل تجريدها عن الشخصنة ,كما قال قائل :
أنظر لعلمى و لا تنظر إلى عملى
فينفعك علمى و لا يضررك تقصيرى
إذن التعدد ضرورى و الأختلاف طبيعى و أن قبول ذلك لا يكفى وحده بل لا بد من رعاية المخالف و الأهتمام بفكره و إبراز ما لديه ليكون فى ذلك ثراء و غنى للحالة الفكرية ..
فما الذى يجعل هؤلاء القوم تضيق صدورهم بالمخالف ...!!! قد يظن البعض أن الحق معهم وحدهم و أن كل ما يخالف مذاهبهم و آرائهم و مقالاتهم باطل و غير صحيح و خطا ..و ينبغى أن يحال بين الناس و بين سماعه !!!
فى علم أصول الفقة ..مسألة هامة أتمنى أن يعرفها و يتعلمها الجميع ...و هى مسألة وحدة الحقيقة أو تعددها ..
يبحث علماء أصول الفقة هذه المسألة عادة فى مباحث الأجتهاد ..و مذهب الغالبية العظمى أن (الحقيقة )مثل كنز دفين و أن مهمة المجتهدين أن يجتهدوا للوصوا إليها ..قد يصيبها البعض و يخطؤها البعض الاخر..
فمن أصاب أثابه الله بثوابين أحدهما هو أجر الأجتهاد و الثانى هوأجره فى أصابتها بتوفيق الله له فى ذلك ..و من أخطأ الحقيقة منحه الله أجرا واحدا هو أجر الأجتهاد ..
و خلاصة الكلام ...أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ..لكن هناك فن للخلاف لابد أن نتعلمه ..
وفقكم الله
فررح